9.29.2012

من يسبق الآخر: المشاعر أم تعابير الوجة؟

هذه الفكرة ما تشتيش تخرج من راسي من يوم ما سمعت عنها قبل كم سنة!

النظرية السائدة اليوم هي أن المشاعر الداخلية لبني آدم تتكون وبعدين إنعكاسات هذه المشاعر تظهر على الوجة وغيرها من اجزاء الجسم الخارجية (مثلاُ حركة اليد والجسم..الخ)، المهم هو ان التعابير الخارجية وخصوصاً تعابير الوجة ما هي إلا إنعكاس للمشاعر الداخلية يلي يحس فيها الواحد.... إلى هنا والكلام حلووووو ومنطقي ^_^

بس دوام الحال من المحال، النظرية الثورية الجديدة (والقديمة بنفس الوقت) تقول إنه العكس ربما هو الصحيح!!

يعني بيقولوا إنه تعابير الوجة هي يلي تسبق المشاعر الداخلية، هي يلي تقود عملية الشعور مش هي المنقادة لما في داخل الواحد!؟؟

لا تتلخبطوش، الموضوع مش كثير معقد... الفكرة او النظرية حسبما قرأت، طرحها عالم نفساني فرنسي إسمه "إسرائيل واينباون" ومن الإسم واضح إنه صاحبنا مسلم من أصل يهودي خخخخ

المهم، نظرية إبن عمنا إسرائيل بإختصار شديد وبدون تفاصيل علمية معقدة تنص على أن المشاعر الداخلية يتم التحكم بها من الدماغ، وعليه لما الواحد يضحك -مثلاُ- فعضلات وجهة تتحرك بطريقة معينة، وبسبب طريقة تحرك هذه العضلات تؤثر على الظغط داخل الاوعية الدموية يلي بتنقل الدم للدماغ ومن ثم بسبب تغير نسبة الدم الواصلة للدماغ ينتج عن ذلك مشاعر يترجمها الدماغ لما نشعر فيه من سعادة. وعلى نفس المنطق يحصل الحزن والبكاء والعوووويل ..الخ *__*

طبعاً هذا بإفتراض إن كل شيء يحصل بأجزاء من الثواني...وهذه النظرية لها عيوب تقف ضدها، ولها ما يؤيدها برضه. لكن الخلاف أصلاً نابع من شيء واحد اساسي وهو إنه ما أحد عارف إلى الان العملية الفيسيولوجية بالظبط حق المشاعر، يعني ما احد عارف كيف تبداء... هم عارفين ظواهرها فقط، او نواتجها أما كيف حصلت اصلاً فما احد عارف، عشان كذا النظرية تظل غير مثبتة وغير منفيه إلى الأن!

انا عاجبتنا الفكرة، ومنجذب لهذه النظرية. فمثلاُ لما هم عملوا تجرية يشتوا يشوفوا مين يسبق مين؟ المشاعر الداخلية أول أو التعبيرات حق الوجة؟ عمولوا التالي:

جابوا اشخاص وحطوهم فوق عمود مرتفع جداً وخلوهم يقفزوا من فوقه -معاهم إجراءات السلامة- وطبعاً الإرتفاع مخيف ويسبب الخوف. هم برضه ربطوا لجسمهم كثير أجهزة عشان يشوفوا التغييرات حق الخوف، وكمان كامرا تصوير سريعه (يعني تقدر تتفرج بالبطىء جداً جداً بعدين باجزاء الثانية بكل وضوح لتعابير الوجة).

إذاً يسقطوهم فجأة ويشوفوا بعدين كل القياسات ويقارنوها بتصوير الوجة، وشافوا مين طلع الأول -نحنا نتكلم عن الأف الأجزاء من الثانية هنا- هل هي التغييرات حق لخوف الداخلية او بمعني آخر المشاعر الداخلية طلعت اول وبعدين لحقتها تعابير الخوف في الوجة؟؟

المفاجأة هي أن تعابير الوجة بتاع الخوف ظهرت قبل مشاعر الخوف الداخلية!! ^_______^

لكن طبعاً إلى الأن مفيش حاجة مثبتة علمياً، بس برضة بنفس الوقت مثبوت علمياً إن تغيير تعابير الوجة تؤثر بشكل واضح على حالة الشخض داخلياً. يعني لما الواحد يبرطم :(  ويعمل زعلان، فنبضات القلب تزداد، ولما نعمل تعابير الإشمئزاز على الوجة فنبضات القلب تنخفض!

ومن عندي انا فكرت بكمان حاجة، في معانا حديث عن أن الإبتسامة هي صدقة، وكمان إن الضحك يميت القلب...طبعاً هذا الامور تصب في خانة تاثيرها على القلب خصوصاً الحديث الثاني، لكن فعلاً انا لما اكون متضايق..احاول ابتسم (زيما الأهبل صح؟) وبصراحة أحس بتحسن حقيقي من داخل قلبي..!! واحس شويه شويه إن التضايق يروح، طبعاً مع طرد فكرة الحزن والتضايق من راسي بنفس الوقت.
وكمان في قضية إن الواحد يقدر يغالط ويظهر تعابير مش بالضرورة تعبر عن مشاعرة الداخلية...يعني الموضوع مش جازم.

الله العالم الإجابة الصحيحة لحد الان، إنما يمكن في المستقبل القريب نقدر نكشف وبشكل جازم مين يسبق مين.


No comments: