9.28.2012

المروءة

في رمضان، حضرت سلسلة محاضرات إمتدت لاربع ساعات يومياً لمده خمسة أيام. ساعات ليست بالبسيطة، ومحورها جميعاً كان مفترض أن يكون عن العمل التطوعي.. حدثت سلبيات كثيرة سوء بالشكل او بالمضمون ذاته. وتمنيت لو لم اسجل نفسي من الاساس!
لكن انا ممتن لسماع قصة ذكرها احد المحاضرين، حفرت في نفسي الشيء الكثير وجعلتني اراجع صفة من صفاتي التي لم افكر يوماً انها سلبية!

بصراحة..من بين العشرون ساعة.. هذه القصة التي رواها الاستاذ المحاضر في حوالي دقيقتين..هي كل واهم ما خرجت به من مشاركتي كلها! واعتقد انها تستحق مشاركتي التي ندمت لإضاعة 20 ساعة فيها.


بحثت عن القصة بالنت ووجدتها منتشرة وهنا انقلها بتصرف بسيط، حيث تقول الحكاية:

كان هناك رجلٌ تاجر كريم حسن الخلق يركب خيلاً ويسير في دروبٍ من الصحراء منتقلاً من مكان إلى مكان, وفي إحدى سفراته وهو بالصحراء اعترضه رجلٌ ضعيف الحال رثُّ الثياب يستنخيه ويستنجده ويطلب منه أن يحمله وينقله معه؛ فكانت شهامة الكرم وحسن الخلق داعيان له إلا أن ينزل عن فرسه ثم يعين ذلك الضعيف؛ حتى يرقى فوق الفرس بدلاً منه, فما إن تمكّن الرجل من ركوب الحصان حتى تغيّر ثم انطلق بالفرس وترك الرجل قاصداً سرقه الفرس.
وإذا بالتاجر يصيح ويقول: يا هذا، توقف وإسمع مني ولك الحصان ولن اطالبك به، فقط إسمع مني ما اريد ان اقول!
فتعجب الرجل وتوقف ليسمع ماذا يريد التاجر ان يقول له.
فقال له التاجر: فقط اطلبك أن لا تخبر الناس بما جرى بيننا.
فقال الرجل: ولماذا أتخشى أن يلحقوا الخزي بك عندما يسمع الناس بما حدث؟
فرد التاجر: لا ولكن حتى لا تضيع المروءة بين الناس فلا يقف أحدٌ لمحتاج أو عابر سبيل إن سمعوا بما حدث بيننا!


لقد تأثرت كثيراً بالقصة، بدأن ادرك ان نقلي القصص والاخبار التي وإن كانت صحيحة قد تؤدي لنتيجة عكسية، فكثيراً ما اتهكم على تصرفات سلبية لكن لم افكر يوماً ان تهكمي قد يؤدي لنتيجة سلبية قد لا اكون واعي لها.

تعلمت ان أكون حصيف الكلام، ولا انقل حادثة -وإن كانت صحيحة- تحتمل أن تؤدي إلى.. ضياع المروءة عند السامع.

No comments: